عروس البحر... يافا

يافا المدينةٌ الفلسطينيةٌ التاريخيةٌ والساحرة، والواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، من أهمّ المدن الفلسطينيّة وأقدمها، تبعد عن مدينة القدس حوالي 55 كم من جهة الغرب، كما تبلغ مساحتها نحو 6.4 كم²، أما بالنسبة لسكانها فمعظمهم من اليهود وذلك بسبب استيلاء الاحتلال الإسرائيلي عليها وطرد سكانها في نكبة عام 1948، بالإضافة إلى نسبةٍ قليلةٍ جدًا من السكان الفلسطينين المسلمين والمسيحيين.

ولُقبت بعروس البحر وذلك لأنها مدينة ساحلة تطل على البحر الأبيض المتوسط، أما اسم يافا والتي حافظت عليه طيلة هذه السنوات، فهو اسمٌ كنعانيٌّ يعني الجميل أو المنظر الجميل.

الأحداث التاريخيّة

سقطت من العثمانيين أثناء الانتداب البريطاني ثم وقعت في قبضة الاحتلال الإسرائيلي فطمس معالمها وشوه أسماءها وهجر سكانها.

هكذا يُمكن اختصار تاريخ مدينة يافا الطويل والقديم قِدم التاريخ نفسه، ولكن من الجدير بالذكر أن مدينة يافا فُتِحت على يد القائد الإسلامي عمرو بن العاص وأصبحت تحت حكم الممالك الإسلامية، لذلك تحتل مكانة دينية هامة، ومن أهم ماحصل فيها فيها نزول سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام في القرن الثامن قبل الميلاد، إذ ركب سفينة من مدينة يافا ذاهبًا إلى ترشيش، لكنها لم تبقى بيد الممالك الإسلامية طويلُا إذ جاء الأتراك واحتلوها، وبعدها كان الانتداب البريطاني الذي ظل حتى عام 1948 إلى أنّ كانت النكبة وتم معها تهويد أراضي يافا وتشريد سُكانِها.

لم تأتِ يافا بالمراكب، يافا قبل البحر كانت

منّ منّا لم تُحفر هذه العبارة في ذاكرته ووجدانه، لهذه العبارة سببًا لظهروها، وذلك عندما جاء المستوطنون إلى يافا لمحاولة لردع أهلها الفلسطينيين، فرفع أهل يافا يافطاتٍ كُتِبَّ عليها: لم تأتِ يافا بالمراكب، يافا قبل البحر كانت، مُشيرين بها إلى أنّ يافا مدينةً عربية، وسُكانها هم أهلها الأصليون الذين ولدوا مع أشجار البرتقال، وجذورهم مغروسة في أرِضِ يافا، فهم لم يأتوا كما فعل المستوطنون الذين قدموا من أوروبا مستعمرين، أو مجرد خائفين وهاربين، بل هُم عربيو الأصل وتحديدًا فلسطينيون.

الاقتصاد في يافا

تُعدّ يافا حقل فلسطين النابض، حيث برز النشاط الزراعي فيها بشكلٍ كبير، وذلك بسبب تربتها الخصبة، ووفرة المياه فيها، فاشتهرت يافا ببيارات الحمضيات من البرتقال والليمون المزروعة في أراضيها، إذ من أشهر منتجاتها الزراعية، هو البرتقال اليافاوي الذي يُصدر من خلال ميناء يافا للعديد من الدول حول العالم، ومن يتذوق برتقال يافا لمرةٍ واحدة في حياته من المستحيل أن ينسى طعمه الشهي والذي لا يضاهيه شيء، كما أنّ ميناء يافا له بالغ الأهمية في نشاطها التجاري، بالإضافة إلى ذلك فتشتهر ياقا بنشاظطها الصناعي للورقيات والبلاستيك والزجاج، والصابون وغيرها الكثير من الصناعات.

مناخ يافا

يسودها مناخ البحر الأبيض المُتوسِّط، ويكون الطقس بشكلٍ عامّ مُعتدلاً في الشتاء والصيف.

تشتهر يافا بوجود العديد من المعالم التاريخية والأثرية الدينية منها:

مسجد المحمودية

من أكبر المساجد الموجودة في يافا وفي فلسطين على الإطلاق، تزيين أعمدته التاريخية بالجرانيت والرخام، وتتوسط المسجد نافورة مياه عامة.

فندق سيتاي

والذي كان قديمًا سجن، ومع مرور الوقت أصبح فندقاً فاخرًا، وذلك لإطلالته الساحرة على بحر يافا، ولتصميمه الفريد من نوعه والذي يشبه القلعة.

برج الساعة

يعود هذ البرج إلى العهد العثماني، وتم تصميمه على الطراز الأوروبي رفيع المستوى.

ملعب بلومفيد

أحد معالم يافا المتميزة، والذي تم تجديده حديثاً، ويتسع لما يقارب 30,000 مشجع، ويتميز بالعشب الخاص الذي نما على حديقة الملعب.

مسجد البحر

يعود تأسيسه إلى القرن السابع عشر، وصُمم من أحجار الجير الجميلة، خدم هذا المسجد البحارة المسلمين لقرونٍ عديدة.

فندق يافا

كان عبارة عن مستشفى خيريًا، ولكن في السنوات الأخيرة تم تجديده ليصبح فندقًا فريد من نوعه.

كنيسة القديس بطرس

بُنيت الكنيسة على الآثار البيزنطية والصليبية، والتي تُعدّ من المعالم الشهيرة في مدينة يافا، تتميز هذه الكنيسة باجتماع الطابع الأوروبي في ظل بيئة شرقية آصيلة.

وأخيرًا وفي نهاية هذا المقال، من الجدير بالذكر أنّه وبالرغم من نجاح الاحتلال بالاستيلاء على كامل أراضي يافا، إلا أنّه فشل في مشروعه الاستعماري وطرد وتشريد أهالي يافا جميعهم إذ مازال فيها قلة صامدة تتكاثر لتتمسك بعروبتها وفلسطينيتها.