تعتبر تكنولوجيا العقارات من أبرز العوامل التي تُسهم في تشكيل مستقبل الحياة الحضرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد المدن الكبرى تطورًا هائلًا في مختلف جوانب الحياة اليومية بفضل الابتكارات التكنولوجية، فدمج الحلول الرقمية والأنظمة الذكية في بناء وتصميم المدن قد أحدث تحولًا جذريًا في طريقة التفاعل مع البيئة العمرانية، سواء على مستوى البناء، أو الإدارة، أو حتى أسلوب الحياة، ومع تطور تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، أصبحت المدن الحديثة في الشرق الأوسط أكثر استدامة وذكاءً، مما يوفر بيئات سكنيّة وتجارية متكاملة وفعّالة.
المنازل الذكيّة..حيث الفخامة والراحة
أصبحت أنظمة المنازل الذكيّة في الآونة الأخيرة تُشكّل معيارًا ثابتًا في العقارات الفاخرة، حيث أنها تُقدّم ميزّات تتجاوز نطاق الرفاهيّة، إذ أنها تُساعد عند دمجها في العقارات السكنيّة على تقليل استهلاك الطاقة وزيادة الأمان وتحسين الراحة العامّة، تتميّز العقارات الراقية في العديد من دول الشرط الأوسط بإحتوائها على أحدث التقنيات الذكيّة، مما يسمح للسكّان بإدارة شؤونهم المُهمة في المنازل عن بُعد عبر الهواتف الذكيّة أو عبر الأوامر الصوتيّة من الإضاءة والتحكّم بدرجة الحرارة إلى الأمان، بحيث تُساهم الترموستات الذكيّة والإضاءة الموفرة للطاقة وأنظمة التحكّم في المُناخ في التقليل من فواتير الخدمات العامّة وتقليص البصمة البيئيّة للمنازل، والجدير بالذكر أن مثل هذه الإبتكارات تُساعد على مُعالجة الطلب المُتزايد على مساحات المعيشة الواعية بيئيًا والموفرة للموارد.
التكنولوجيا الذكيّة ودورها في تخطيط المُدن
يُعتبر دمج التكنولوجيا في البناء جزء من اتجاه أكبر نحو بناء مدن اكثر استدامة وكفاءة وترابط، امّا في مجال التنمية الحضرية تلعب الأنظمة الذكيّة دورًا هامًا في النقل وإدارة النفايات وتوزيع الطاقة، بحيث يُساهم التحوّل نحو دمج تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الإصطناعي والبلوكتشين في البُنية التحتية الحضريّة بالإرتقاء بالمُدن مما يجعلها أكثر كفاءة وأكثر استجابة لإحتياجات السكّان والشركات، فضلاً عن ذلك يُساهم دمج التكنولوجيا في التنمية الحضريّة في تحسين المباني أو الأنظمة الفردية وإنشاء منظومة مُترابطة تعمل على تحسين جميع جوانب الحياة الحضريّة، ومع توسّع المُدن واستمرار نمو السكّان، ستتزايد أهميّة الأنظمة الذكيّة لضمان إمكانات البُنية الأساسيّة من دعم احتياجات السكّان مع الحفاظ على الإستدامة والكفاءة.
الأتمتة ونمذجة معلومات البناء
أصبحت نمذجة معلومات البناء أداة رئيسيّة في تطوير العقارات على نطاقٍ واسع، الأمر الذي يُساعد المُهندسين والمعماريين والمُقاولين على التعاون بشكلٍ أكثر فاعليّة، بحيث تسمح نمذجة معلومات البناء بإنشاء نماذج رقميّة للمباني لإختبارها وتحسينها قبل البدء في البناء مما يضمن تخطيطًا أفضل وأخطاء أقل في أثناء عمليّة البناء، علاوةً على ذلك يتزايد استخدام استخدام الروبوتات والأتمتة في البناء لإنجاز مهام مُختلفة مثل البناء بالطوب وصب الخرسانة مما يُقلل من الإعتماد على العمل اليدوي مع زيادة الدقة والسرعة، كما تحدّ الأتمتة من الأخطاء البشريّة وتحسّن جودة المشاريع بشكلٍ أكبر، ومن المُتوقع أن تواصل التطورّات في هذه التقنيات بخفض تكاليف البناء وتقصير الجداول الزمنيّة للمشاريع وتعزيز جودة وسلامة المباني.
التكنولوجيا الذكيّة ودورها في تشكل مشهد الحياة الحضريّة
أصبح مفهوم المدينة الذكيّة بأنه المنطقة الحضريّة التي تستخدم التقنيات الرقميّة لتحسين الأداء والرفاهيّة وخفض التكاليف، ومع الإستمرار في تبنّي ودمج التقنيات مثل الذكاء الإصطناعي والبلوكتشين وإنترنت الأشياء، ستزداد إمكانيّات هذه الأنظمة لتعزيز الحياة الحضريّة، امّا في المُستقبل القريب ستُصبح المدن الذكيّة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة ومُجهزة بشكلٍ أفضل للإستجابة للتحديات بصورة لحطيّة من الإزدحام المروري إلى نقص الطاقة.
فلسطين
للمساعدة
