بيت لحم مدينة فلسطينية تقع في الجهة الجنوبية من مدينة القدس، وهي تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، تبلغ مساحتها حوالي 575 كم مربعاً إذ تُعدّ رابع أكبر محافظات فلسطين، أما عدد سكانها فيصل إلى 29,019 نسمة.
يعود تاريخ بيت لحم العريق إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، وهي مدينة كنعانية الأصل،وأطلق الكنعانيون عليها اسم " بيت إيلي لحاما " والذي يعني بيت الآلهة الوثنية لحاما، كما يشير إلى آلهة الخير والخصب عندهم، أما معنى الاسم في اللغة العربية فهو مكان المبيت والسكن، وكلمة لحم جاءت للتعبير عن خصوبة المراعي وكثرة المواشي فيها.
لبيت لحم مكانة دينية عظيمة، لاسيما للطوائف المسيحية، إذ يعبترونها من أقدس المُدن وذلك لأنها احتضنت ولادة المسيح عليه السلام في مغارتها كما أنّها تحتوي على أكبر عدد من الكنائس التي تعود بالتاريخ إلى زمنٍ خلا ، وعلى حد سواء أيضًا فلها أهمية دينية للمسلمين لاسيما أنّ الخليفة عمر بن الخطاب قام بالصلاة في كنيسة المهد، ومن ثم دشن جامع عمر بن الخطاب مقابل الكنيسة.
اقتصاد بيت لحم
لأهمية بيت لحم الدينية والتاريخية، فيتوافد أعداد هائلة من الزوار إليها سنويًا، ما أدى ارتفاع النشاط السياحي فيها، لذلك فتُعدّ السياحة والصناعات السياحية فيها من المصادرالأساسية لاقتصادها، إذ تشتهر بصناعة مختلف الأشكال الخشبية والصدفية والتحف التذكارية، وأعمال التطريز، التي تلقى رواجًا كبيرًا لدى السياح، بالإضافة إلى صناعة الحجر والرخام والصناعات المعدنية.
مناخ بيت لحم
يسودها مناخ متوسط معتدل ذو صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر ومحمل بالأمطار.
المعالم التاريخية في بيت لحم
تتميز بيت لحم بتاريخها الذي سطرته الحضارات التي تعاقبت عليها، والتي خلفت وارءها إرثًا من المعالم والآثار والتي لا تُقدّر بثمن، إذ أنّ المشي في شوارعها الضيقة يبعث فيك إحساس بأنك تعيش هناك معهم في القرن التاسع عشر، إذ تتميز المباني القديمة بزخارفها الحجرية المدهشة التي تزينها، حتى المنازل القديمة والمأهولة بالسُكان الأن فهي بمثابة معالم معمارية فريدة من نوعها ومن أهم هذه المعالم:
مسجد بلال (قبر راحيل)
هو مقام لراحيل والدة النبي يسوف عليه السلام، وتم بناءه كمزار على رأسه قبة في العهد العثماني، لكن ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتلال صادر هذا الموقع ومنع الفلسطينيين من زيارته وتم بناء جدار الفصل حوله، كما يضم هذا المقم مسجد بلال بن رباح.
كنيسة المهد
أقدم كنيسة في العالم على الإطلاق، بٌنيت في نفس المكان الذي ولد فيه السيد المسيح عيسى عليه السلام، وتضم الكنيسة كهفًا يُعرف باسم ميلاد المسيح ويزينه أربعة عشرة قنديلًا فضيًا والعديد من صور وأيقونات القديسين، وتتميز الكنيسة بأرضيات من الرخام الأبيض، كما أنّها عبارة عن مجمع للديانة المسيحية.
آبار النبي داوود
وهي ثلاثة آبار عميقة حفرت في الصخر لجمع مياه الأمطار، وذُكرت هذه الآبار في التوراة في صموئيل الثاني، إذ سُميت بهذا الاسم لأنّه يُعتقد بأنّ النبي داوود عليه السلام شرب منها، كما يعتقد أن هذه الآبار ذات أصول كنعانية.
كنيسة القديسة كاترين
من الكنائس المدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، تقع بالقرب من كنيسة المهد في بيت لحم، تعود في تاريخها للقرن الرابع عشر، وسُميت بهذا الاسم إشارةً إلى القديسة كاترين التي قضت حياتها في تعليم الدين المسيحي.
متحف زيت الزيتون
ويُسمى بمتحف البد، يعود تاريخه للقرن التاسع عشر، يحتوي المتحف على عددٍ من القطع الآثرية والتي كانت تُستخد لإنتاج النفط فديمًا، كما يعرض المتحف عملية إنتاج النفط بالتفصيل، ويوضح استخدامات زيت الزيتون المختلفة، مثل الأدوية والماصبيح والصابون، وغيرها الكثير.
وهكذا نكون وصلنا لنهاية هذا المقال، ولكن بالتأكيد لم ننتهي من تعداد الكنائس والمساجد التاريخية التي تحضتنها بيت لحم، فهي كثيرة جدًا، ولكن جمعنا لكم أهم وأبرز معالم بيت لحم التاريخية.