تقع مدينة جنين في أقصى شمال الضفة الغربية،و تبلغ مساحتها حوالي 583 كيلومتراً مربّعاً، أي مانسبته 9,7% من مساحة الضفة الغربيّة، وتعتبر المدينة الثالثة الأكبر مساحة بالمدن الفلسطينيّة، ويصل عدد سكانها إلى 356،000 نسمة، وهي بالكامل تتبع السلطة الفلسطينية، وسُميّت جنين بهذا الاسم لانها محاطة بالجنائن، وقد اطلق عليها الكناعنيون اسم عين الجنائن، وقد ذُكر اسم المدينة في التوراة عين جنيم ويعني بالعربية عين الجنائن لكثرة البساتين والمياه حولها.
مناخ جنين
يحيط جنين العديد من المرتفعات الجبلية، الأمر الذي يجعل الرياح الغربيّة والجنوبية والرياح الماطرة للمدينة ضئيلة، فمدينة جنين قليلة الأمطار ودرجة الحرارة فيها أعلى من درجات الحرارة للمناطق المجاورة
جنين والزراعة
جنين من المناطق الزراعية وبجدارة، فهي تهتم بزراعة المحاصيل وتشمل: القمح، والشعير؛ كما تهتم بزراعة البطيخ والسمسم؛ إضافة إلى اهتمامها بزراعة اللوز والزيتون؛ حيث يزرع الزيتون بكثرة في قرى عرابة، ويعبد وغيرها الكثير من القرى، كما اهتم أهلها بالتجارةو الصناعة على حد سواءـ كباقي المدن الفلسطينية.
آثار ومعالم جنين
تحتضن جنين أكثر من 450 موقعًا تراثيًا وأثريًا، وذلك لكثرة الحاضارت التي تعاقبت عليها وأقامت فيها، ومن أهم هذه الآثار:
الجامع الكبير
يتوسط الجامع مدينة جنين، ويُعدّ من أهم معالمها الدينية والأثرية، والذي يعود لعصر المماليك، وتمّ بناءه على أنقاض مسجدٍ صغير يعود إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويتميز المسجد بمساحته التي تزيد عن ثلاثة دونمات وربع، ويتضمّن عددًا من الآثار التي تعود إلى العصر المملوكي، وهو اليوم بمثابة شاهدٌ على ذلك العصر القديم والعريق.
نفق بلعمة
تم اكتشافه عام 1996 أثناء أعمال توسعة للشوارع، ويبلغ طوله 115 مترًا متعرجًا، وهو أطول الأنفاق المائية في فلسطين، وتمّ افتتاحه عام 2005 أمام الزوار كحديقة أثرية، استخدم النفق قديمًا كممرًا آمنًا لوصول سكان بلعمة الكنعانية إلى نبع المياه عند أقدامها، ويمثل موقع النفق مراحل حضارية مختلفة تمتد من بداية العصر البرونزي المبكر وحتى الفترة العثمانية.
السرايا العثمانية مدرسة "فاطمة خاتون"
تعود للعهد العثماني عام 1882م وكانت مقرًا للحكام، وفي العهد الأردني تحولت مقرًا للمؤسسات الحكومية، ثم مبنىً لبلدية جنين إلى أن تحول المبنى لصرح تعليمي، لتنشأ أول مدرسة فيه وهي مدرسة حطين للبنين في العام 1955. وفي عام 1978 سميت بمدرسة "فاطمة خاتون"، وتُعدّ حاليًا أحد أركان المعالم العثمانية في مدينة جنين، وتم ترميمها أكثر من مرة ليحافظ البناء على معالمه، حيث كان آخر ترميم للبناء عام 2011.
قلعة صانور
تشمل القلعة ثلاثة أبراج، وإسطبلات، والعديد من الآبار والمغارات التي كانت تشكل ملجأ وقت الحصار؛ فيما أن الآبار التي حفرت يدويًا كانت تُعدّ مصدراً رئيسياً يغذي القرية بالمياه، وتبلغ مساحة القلعة الأثرية 675 متراً مربعاً.
كهف عرابة
كهف طبيعي تم اكتشافه عام 2016 أثناء أعمال حفريات في المنطقة، تبلغ مساحته 350م ويبلغ عمقه 10 أمتار، يحتوي بداخله على هوابط سقفية وصواعد ارضية رائعة الجمال نحتتها الطبيعة.
وأخيرًا من الجدير بالذكر أن مدينة جنين مدينة عصية على الاحتلال، فقد شهدت انتهاكات واقتحامات كثيرًة ارتقى جرائها مئات الشهدرا فداءًا لها، وحتى هذا اليوم ظلت صامدة تأبى الخضوع للمحتل.